يعتبر الهدر المدرسي من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات، إذ تحرم الأطفال والشباب من حقهم في التعليم وتعرقل تحقيق التنمية المستدامة للبلدان. وفي هذا السياق، يُسهم العمل الجمعوي في المغرب  بدور أساسي في الحد من هذه الظاهرة عبر مبادرات نوعية ومستدامة تعالج جذور المشكلة، أو تسهم في تطوير حلول موضوعية تحترم خصوصية كل فئة من المجتمع على حدة.

دور جمعية العون والإغاثة كنموذج رائد

قدَّمت جمعية العون والإغاثة نموذجًا رائدًا في مجال مكافحة الهدر المدرسي بمدينة طنجة. وتمكَّنت الجمعية من دعم التعليم من خلال برامج ومراكز تكوينية تهدف إلى تعزيز فرص التعلّم والتفوق.

1. المراكز التكوينية في أحياء طنجة:

أنشأت جمعية العون والإغاثة مراكز تكوينية متعددة تنتشر في مختلف أحياء مدينة طنجة، بهدف توفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال والشباب. وتُعد هذه المراكز مساحات تعليمية شاملة تقدم:

  • دروس التقوية: دعم الطلاب الذين يعانون من صعوبات في المواد الدراسية الأساسية مثل الرياضيات واللغات.
  • التوجيه التربوي: مساعدة الطلاب على تحديد أهدافهم الأكاديمية والمهنية.
  • التنمية المهارية: تنظيم ورش عمل تطور مهارات الحياة والقدرات الإبداعية.

2. تشجيع الأيتام على التمدرس:

أولت الجمعية اهتمامًا خاصًا بالأيتام من خلال برامج كفالة متكاملة تهدف إلى ضمان حقهم في التعليم. ومن بين أبرز المبادرات:

  • ربط الكفالة المالية بالتمدرس: تعتمد الجمعية نظامًا يُشجّع الأيتام على الالتزام بالدراسة، حيث تُشترط استمرارية الكفالة المالية بحضور الطفل في الأقسام الدراسية ومتابعته لمساره التعليمي.
  • الدعم النفسي والاجتماعي: توفير متابعة مستمرة للأطفال الأيتام لتسهيل اندماجهم في الحياة المدرسية ومساعدتهم على تجاوز أي عقبات نفسية أو اجتماعية.

3. محاربة الفقر كسبب للهدر المدرسي

وعيًا منها بأن الفقر يُعد من الأسباب الرئيسية للهدر المدرسي، تعمل جمعية العون والإغاثة على تقديم حلول عملية تشمل:

  • توزيع اللوازم المدرسية: إطلاق حملات واسعة مع بداية كل موسم دراسي لتوفير الحقائب المدرسية والكتب مجانًا للأطفال المحتاجين.
  • المساعدات المالية: تقديم دعم مالي شهري للأسر لضمان استمرارية أطفالهم في الدراسة.

العمل الجمعوي كوسيلة فعّالة لمكافحة الهدر المدرسي

إلى جانب جهود جمعية العون والإغاثة، يَبرز دور الجمعيات الأخرى في هذا المجال من خلال:

  • التوعية المجتمعية: نشر الوعي بأهمية التعليم عبر حملات توعوية في المناطق التي تعاني من نسب عالية للهدر المدرسي.
  • التعاون مع الجهات الرسمية: تعزيز الشراكات مع المدارس والسلطات المحلية لتحسين البنية التحتية للتعليم.
  • تشجيع التعليم في المناطق النائية: إطلاق مبادرات “النقل المدرسي” لنقل الأطفال من وإلى المدارس في المناطق التي تفتقر إلى وسائل النقل.

خاتمة

يُعتبر العمل الجمعوي أحد الأعمدة الأساسية في مكافحة الهدر المدرسي بالمغرب من خلال تقديم الدعم الشامل للأطفال والأسر المحتاجة. ويُبرز نموذج جمعية العون والإغاثة بمدينة طنجة بوضوح كيف يمكن لجهود منظمات المجتمع المدني أن تُحدث تغييرًا ملموسًا في حياة الأطفال والشباب، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وتقدمًا.

بدعم مستمر وشراكات فعالة، يمكن أن يتحقق حلم القضاء على الهدر المدرسي وتوفير تعليم شامل للجميع.