رواء “ريان ” لضمإ الإنسان
قدر ل ” ريان ” أن يكون نبعا سائغا رويا يروي ظمأنا الانساني في هجير الفرقة للتضامن والتساند والتراحم والعيش المشترك ..
تجمعت حوله القلوب كما لم يسبق لها أن تجمعت من قبل ماحية حدود الجغرافيا والدين واللغة ،لاهجة بوحدة الإنسان في الإنسانية، وبالانسانية الموحدة بالخير والتعاون والرحمة للتنوع والتعدد والاختلاف في واقع الإنسان .
“ريان ” رمته يد الأقدار الحكيمة الرحيمة في ظلمة جب يوسفي ،لينفض بانوار طفولته وبراءته اتربة الاثرة والطمع واللامبالاة المتكلسة والمتراكمة على وجه فطرة الإنسان لما نسي الانسان في زخم التكاثر الملهي أنه انسان بانسانيته لا بإنيته ، وليزيح باسرار محنته محن الاختلاف والفرقة والصراع والكيد..المتراكمة طبقات بعضها فوق بعض في واقع الإنسانيةالمرير ..
بلية ريان بانوار احتجابه في باطن الارص كشفت الحجاب عن سراب هرولة الجموع الضمآنةللسكينة بقيعة الإنية والفردية والسلوك النفعي تحسبه ماء حتى اذا جاءته لم تجده شيئا ووجدت عنده وفيه مزيدا من الضمأ والضنك .
الجموع الغفيرة التي حجت إلى موقع الحدث والعيون التي سهرت تتابع عملية الإنقاد لحظة بلحظة ،والقلوب التي خففت طيلة خمسة أيام ، والدموع التي انهمرت في كل مكان ، والجهود الجماعية التي بذلت ، وإعلانات التضامن المختلفة المنهمرة من كل مكان ،كل ذلك
يثبت لكل ذي بصر وبصيرة ان ضما الإنسان للتساند و التضامن والتراحم ضما وجودي منغرس في كينونته مطبوع في هويته..ومهما مشى في مسارات مناقضة للتضامن والتعاطف والتساند فإنه لا يزداد الا عطشا وتعبا وضنكا .
بلية “ريان ” كشفت الحجاب عن سمو الإنسان ورفعة الحياة عندما يسمو باهتماته وعندما يدرك ان الحياة اثمن واجل من ان تهدر في حروب وعداوات وتوافه المطالب والاهتمامات والرعونات النفسية والأحقاد والاضغان
هكذا قدر ل ” ريان ” ان يكون مجلى لعطش الإنسان للانسانية فيه، ورواء لأمة عطشى لقصدية التعارف والتعاون والوسطية والتوحد فيها.،
باطن محنة ريان منحة بل منح تثرى ..كيف لا وقد صار رمزا لمعنى الحياة الحقة التي جوهرها التساند والتضامن وعلامة فارقة على شوق جماعي لمعانقتها .
رحم الله “ريان” وجعله فرطا ودخرا لوالديه وشفيعا مجابا لهما ولكل من نهل من روائه وتمسك به وسقى الضمآى منه.