الأرامل المتخرجات: قصة نجاح من العجز إلى التمكين

في خطوة ملهمة تؤكد على استدامة الخير والتمكين، أقامت جمعيتنا مؤخرا لقاء تواصليًا مميزًا. تم عقد اللقاء مع عينة من 24 أرملة من أصل 95 أرملة ستتخرج هذا العام. و ذلك يوم الأربعاء 23 يوليوز 2025. هذا اللقاء جاء على شكل احتفال بنهاية مرحلة من الاستفادة من الجمعية . و كان أيضا إيذانا ببدء فصل جديد من العطاء والمساهمة الفاعلة في بناء المجتمع.

تحول ملهم: من الاستفادة إلى القيادة

لطالما آمنت جمعيتنا بأن الدعم يجب أن يكون جسرا نحو الاستقلال والتمكين، لا نقطة وصول نهائية. ولهذا، فإن فكرة “التخرج” من الجمعية تعكس هذه الفلسفة جوهريا. هي ليست نهاية العلاقة، بل تحولٌ للأرامل من مستفيدات إلى قائدات وملهمات، قادرات على نقل خبراتهن وتجاربهن الثمينة للآخرين.

وقد تجلى هذا المفهوم بوضوح في كلمة مسؤول قطب التمكين، الذي أشاد بالمجهودات الجبارة التي بذلتها الأرامل خلال فترة استفادتهن، مؤكدا أن هذه المرحلة هي بداية لمراحل جديدة من العطاء اللامحدود.

دعم مستمر وعلاقات متينة

أكدت المشرفة الميدانية أسماء الحساني على الأهمية القصوى للحفاظ على جسور التواصل بين الجمعية والأسر المتخرجة. فخبرتهن أصبحت موردًا لا يقدر بثمن لتقديم المشورة للأرامل الجدد اللاتي يواجهن تحديات مماثلة، ولمساعدة الأيتام الصغار في بداية مسيرتهم. هذا الدعم المتبادل يعزز من قوة نسيج مجتمعنا.

كما أشارت رباب الشيفني، مسؤولة قسم المكفولين، إلى أن أبواب الجمعية ستظل مفتوحة دائما لتقديم الاستشارة والدعم لكل ما قد يواجه الأسر بعد تخرجها. وهذا يضمن أن الأيتام، خصوصًا في المرحلة الجامعية، سيظلون يستفيدون من كفالة الطالب، مما يؤكد على التزامنا طويل الأمد بمستقبلهم.

شهادات مؤثرة: الامتنان والرغبة في العطاء

عبرت الأرامل المتخرجات عن سعادتهن البالغة وتفهمهن العميق لمفهوم التخرج. لم تكن فرحتهن باقتصار على إنجازاتهن الشخصية، بل امتدت لتشمل رغبتهن الصادقة في مد يد العون للأرامل الجدد، ومساعدتهن على إيصال أبنائهن إلى بر الأمان.

لقد كانت كلماتهن مليئة بالامتنان الصادق للمساعدات التي تلقينها طوال السنوات الماضية، ولم تنسين توجيه الشكر الجزيل لـالكفلاء وأهل الخير الذين وقفوا بجانبهن في الشدائد وقدموا العطاء والجود بلا حدود.

دائرة الخير: نموذج مستدام للتنمية المجتمعية

تتبنى الجمعية رؤية طموحة ومستدامة مفادها أن الاستفادة من خدماتها هي مرحلة تعاقدية محدودة، تركز على احتياج الأسرة للدعم في تمدرس الأبناء، و تمكين أفراد الأسرة من المهارات و الإمكانيات للاعتماد على نفسها. الهدف الأسمى هو تمكين الأرامل ليصبحن جزءا فاعلًا في دائرة الخير المستمرة.

فالتحول من حالة الاحتياج إلى وضعية المساهمة بالخبرة والتجربة، وربما المساهمة المادية، يعكس نموذجًا فريدًا للتنمية المجتمعية المستدامة. إنها قصة نجاح لأمهات قويات، أثبتن أن العزيمة والعمل يمكن أن يحولا التحديات إلى فرص، والاحتياج إلى عطاء لا ينضب.

نحن فخورون بكل أرملة تخرجت، ونتطلع إلى رؤية إنجازاتهن ومساهماتهن في المستقبل. إنها شهادة حية على قوة التكاتف وأثر العطاء في بناء مجتمعات أكثر تماسكًا وازدهارًا.

Footer Design
Scroll to Top