مسابقة فنية للأيتام تتوج جهود جمعية العون والإغاثة ضمن أنشطة الذكرى الثلاثين

---

احتفالًا بمسيرتها الممتدة لثلاثة عقود من العطاء، وفي إطار الأنشطة التي تنظمها بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيسها. نظمت جمعية العون والإغاثة مسابقة فنية فريدة من نوعها بين مراكزها. جاءت هذه المسابقة لتكون تتويجًا لجهود الأندية الفنية وإبرازًا للمواهب الصاعدة لدى الأيتام. تحول هذا الحدث إلى ما يشبه “العرس الفني”. حيث شهدت المسابقة منافسة قوية وروحًا رياضية عالية بين المشاركين. من مختلف مراكز الجمعية مركز النور، مركز السلام، مركز لالة فاطمة الزهراء المرس، ومركز البرانص. الذين تنافسوا في المجالات التالية:الأنشودة، المسرح، والرسم.

---

انطلاقة مباركة بأصوات ملائكية

استُهل الحفل بأجواء روحانية مؤثرة، حيث شنّفت الحافظة مريم أزبارير مسامع الحضور بتلاوة عذبة لما تيسر من سورة الفتح. أضفت على المكان سكينة وطمأنينة. عقب ذلك، وقف الجميع ليصدحوا بالنشيد الوطني، في لحظة تجسدت فيها أسمى معاني الانتماء والوحدة. و إيذانًا ببدء فعاليات هذا العرس الفني الكبير.

---

كلمة رئيس الجمعية: رؤية لتمكين الأيتام

في مستهل الحفل، ألقى السيد نور الدين بنصبيح العمراني، رئيس جمعية العون والإغاثة، كلمة مؤثرة وذات دلالة عميقة. أكد فيها على الأهمية القصوى لاهتمام الأيتام بهواياتهم وميولهم الفنية. كما عبر السيد الرئيس عن سعادته الغامرة بالتواجد في هذه المسابقة. حيث أها لم تكن مجرد حدث فني عابر، بل تجسيدًا حيًا للمجهودات الجبارة التي تبذلها الجمعية في مراكزها. وشدد على أن هذه المراكز قد تحولت بفضل جهود الجمعية إلى “مراكز قرب” حقيقية، تتيح للأيتام وأمهاتهم، بل وحتى لساكنة المنطقة بشكل عام، الاستفادة من برامج وأنشطة الجمعية المتنوعة والهادفة. ولم يفته أن يتقدم بالشكر الجزيل لكل الأطر العاملين في تأطير الأيتام، ولجنة التحكيم الموقرة التي أثرت المسابقة بخبرتها، بالإضافة إلى الأمهات والأيتام الحاضرين الذين أضفوا على المناسبة رونقًا خاصًا وحماسًا لا مثيل له.

---

أجواء حماسية وإبداعات تعانق التميز

انطلق البرنامج بفقرة المسابقات التي غمرت القاعة بحماس منقطع النظير، ففي مجال الأنشودة، قدمت الفرق المشاركة باقة متنوعة من الألحان الشجية والكلمات المعبرة والإيقاعات المتناغمة، التي أسرت قلوب الحاضرين من الأيتام وأمهاتهم وعدد كبير من الكفلاء الذين تفاعلوا بحرارة مع الأداءات المتميزة، مشكلين لوحة من الانسجام والفرح. تبعتها على الفور عروض مسرحية مدهشة، لم تكن مجرد تمثيل بل رسائل هادفة عميقة، تنوعت مواضيعها بين قضايا بالغة الأهمية تلامس حياة الطفل، كـمواجهة ظاهرة التنمر التي تؤثر على النشء، بالإضافة إلى موضوعات حيوية تتعلق بالوعي البيئي مثل المحافظة على الماء وتسليط الضوء على دور البيئة في حياة الناس. أما مسابقة الرسم، فقد كشفت عن مواهب فنية حقيقية عبر لوحات فنية معبرة، عكست الارتباط العميق لأيتام الجمعية بالقضية الفلسطينية وتعبيرهم الصادق عن اهتمامهم بقضايا البيئة، مما يؤكد على الحس الفني والوعي الاجتماعي لديهم، وقد أضافت كل هذه الفقرات حيوية وتنافسية رائعة لهذا العرس الفني، جاعلة منه يومًا لا يُنسى في ذاكرة الجميع.

---

تكريم للمبدعين واستمرارية العطاء

وفي ختام هذا العرس الفني، تم الإعلان عن نتائج المسابقة، التي أظهرت مستويات عالية من التنافسية والإبداع. في مسابقة الأنشودة، حصد مركز البرانص المركز الأول، يليه مركز لالة فاطمة الزهراء في المركز الثاني، ثم مركز السلام في المركز الثالث، فيما حل مركز النور في المركز الأخير. أما في مسابقة المسرح، فقد جاء مركز البرانص في المركز الأول أيضًا، تلاه مركز السلام في المركز الثاني، ثم مركز لالة فاطمة الزهراء في المركز الثالث، ومركز النور في المرتبة الرابعة. وبالنسبة لمسابقة الرسم، فقد تفوق مركز البرانص محرزًا المركز الأول، تلاه مركز لالة فاطمة الزهراء في المركز الثاني، فـمركز السلام ثالثًا، ومركز النور رابعًا. وقد اختتم الحفل بتكريم الفائزين وتوزيع شهادات المشاركة على جميع الأيتام، بالإضافة إلى شهادات شكر وعرفان للمؤطرين ولجنة التحكيم، عرفانًا بجهودهم القيمة.

---

مراكز القرب: رؤية الجمعية لتنمية شاملة

تتجسد فلسفة جمعية العون والإغاثة في تأسيس “مراكز القرب” التي وضعتها في متناول أيتامها وأراملها. هذه المراكز ليست مجرد نقاط توزيع للمساعدات أو تقريب الخدمات من الأسر، بل هي فضاءات حيوية تهدف إلى تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي لليتيم. و ذلك من خلال برامج وأنشطة فنية وثقافية ورياضية تُنظم بانتظام. تؤمن الجمعية بأن تنمية المواهب وتوفير البيئة الداعمة للإبداع، يلعبان دورًا جوهريًا في بناء شخصية اليتيم، وتطوير قدراته، وإعداده ليصبح فردًا فاعلًا ومنتجًا في مجتمعه. هذه المسابقة الفنية هي مجرد دليل آخر على التزام الجمعية الثابت برؤيتها الشاملة للعون والإغاثة.