جمعية العون والإغاثة بطنجة تحتفي بالتميز والعطاء في ذكرى عيد العرش وتكرم الأيتام المتفوقين و تهدي الأرامل المتخرجات “عمرة”.

في ليلة بهيجة بحدائق المندوبية بمدينة طنجة. احتفلت جمعية العون والإغاثة يوم الجمعة الموافق 25 يوليوز 2025 بحفل تكريمي مؤثر للأيتام المتفوقين والأرامل المتخرجات. يأتي هذا الحفل في إطار الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس الجمعية. وتخليدًا لذكرى عيد العرش المجيد، ليؤكد على التزام الجمعية بمساندة هذه الفئات وتمكينها.


أجواء روحانية ووطنية تعم الحفل

افتتح الحفل بآيات بينات من القرآن الكريم، بتلاوة مميزة للقارئة الحافظة مريم أزباير، التي أضفت على الأجواء سكينًا ووقارًا. تلا ذلك ترديد النشيد الوطني المغربي بصوت جماعي، مما أشعل مشاعر الفخر والولاء في نفوس الحاضرين. خاصة ونحن نعيش أجواء الاحتفالات بعيد تربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين.


تكريم الأيتام المتفوقين: بذور الأمل تزهر في طنجة

شهد الحفل فقرة مؤثرة ومحورية لتكريم الأيتام المتفوقين والمتفوقات، التي شكلت جوهر هذا الاحتفال البهيج. تم تكريم ثلاثة متفوقين عن كل مستوى دراسي، شعبة، ومسلك. حيث تسلموا شهادات تقديرية وهدايا قيمة تليق بنجاحاتهم الباهرة ونقاطهم المتميزة. غمرت الفرحة والافتخار قلوب الأمهات بإنجازات أبنائهن، وهن يشاهدن ثمرة جهدهن وسهرهن تتوج بالتفوق. شارك في توزيع الشواهد والهدايا عدد من المحسنين و من أهل الخير و من الكفلاء، بالإضافة إلى حضور عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية. هذا الحضور أضفى على اللحظة بعدًا مجتمعيًا وتضامنيًا فريدًا. نشطت هذه الفقرة الإعلامية المتميزة إنصاف المخغنوجي, هذه الفقرة عكست حجم هذا الإنجاز وأهميته في مسار هؤلاء الأطفال و الشباب الواعدين.

تكريم حملة القرآن الكريم: نور يتجدد في القلوب

وفي لفتة إيمانية عميقة، خصص الحفل فقرة لتكريم الحافظين والحافظات لكتاب الله عز وجل. شمل التكريم كلاً من الخاتمين للقرآن الكريم قراءة وتجويدًا، الذين أتموا حفظه بفضل الله وجودهم. كما امتد التكريم ليشمل الأمهات المستفيدات من حصص محو الأمية بمراكز القرب التابعة للجمعية. اللواتي أدهشن الحضور بحفظهن لأكثر من ثلاثين حزبًا من القرآن، لتثبتن أن الإصرار والعزيمة لا يعرفان المستحيل. ولم تغفل الجمعية عن تشجيع الأطفال الذين لا يزالون في بداياتهم مع الحفظ، ليغرس فيهم حب القرآن منذ الصغر. نالت هذه الفقرة تشجيعًا حارًا من الحاضرين، وسط تأثر كبير وتقدير للجهود المبذولة في سبيل حفظ كتاب الله. كام جاء هذا التكريم ليمثل تشجيعاً كبيراً لحملة القرآن والسائرين في درب حفظه كاملاً، سواء من الأرامل أو من الأيتام.

كلمة مؤثرة لرئيس الجمعية: مسيرة عطاء تمتد لثلاثة عقود

ألقى السيد نور الدين بنصبيح العمراني رئيس الجمعية كلمة بالمناسبة. وجه من خالها الشكر والتقدير لكل من حضر هذا الحفل التكريمي. هذا و أبرز السيد الرئيس في كلمته تزامن الحفل مع ذكرى وطنية عزيزة هي عيد العرش المجيد. ومع مرور 30 عاما على تأسيس الجمعية المباركة، مؤكدا أن هذا الحفل هو واحد من عدة أنشطة وفعاليات للاحتفال بهذه المناسبة.

وأضاف رئيس الجمعية: “اليوم في هذا نتوج ونكرم أبناءنا الذين تفوقوا في دراستهم ونجحوا في امتحاناتهم، ونكرم أمهات هؤلاء الأبناء اللواتي سهرن وكافحن في تربية أبنائهن”. كما أشار إلى أن الجمعية خرجت حوالي 1680 أرملة على مدار 30 عامًا. وستقوم بتخريج حوالي 95 أرملة هذا العام (2025). وأكد أن التخرج لا يعني نهاية العلاقة مع الجمعية، بل هو استمرار للتواصل الإيجابي و بداية للعطاء.

و في ختام كلمته، لم يفت الرئيس بتوجيه تحية تعاطف خاصة للأطفال في غزة, “أرض الأنبياء و أرض الإسراء والمعراج”. الذين حُرموا من حق التعليم والحياة والطعام، مؤكداً على ضرورة أن تظل قلوبنا ومشاعرنا ودعواتنا معهم.


كلمة ترحيبية من فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير

و في كلمة من السيدة حميدة الجازي، القيمة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة. في كلمتها، ذكرت السيدة الجازي تاريخ فضاء حدائق المندوبية، معبرة عن سعادتها الغامرة بالتواجد في هذا الحفل البهيج الذي زين وشرف الفضاء. وأكدت على المعنى العميق لمقولة “ليس اليتيم يتيم الأب، بل اليتيم يتيم العلم والأدب”، مهنئة الحاضرين والحاضرات على تميزهم واجتهادهم الذي يضيء دروب العلم والأمل.

أصالة الفن المغربي وتضامن مع غزة

تخلل الحفل فقرة إنشادية متميزة قدمتها فرقة الإمام الرفاعي للمديح والسماع برئاسة المنشد محمد سعيد الأشهب. شنفوا مسامع الحضور بأناشيد من التراث المغربي الأصيل، نالت إعجاب الحاضرين وتفاعلهم بالتصفيق الحار والمشاركة في ترديد بعض المقاطع المشهورة.

هذا وقد شاركت المجموعة الصوتية “كورال الإغاثة”، المكونة من 40 يتيمًا ويتيمة، في لوحة فنية متميزة برئاسة الفنان إبراهيم القاسمي. قدمت المجموعة أناشيد وطنية بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد. بالإضافة إلى ذلك، حضرت القضية الفلسطينية وما يعيشه أطفال غزة من تجويع وقتل في المشهد، وذلك عبر أناشيد عن القضية ورفع أعلام فلسطين في الحفل. و قد تفاعل الحاضرون بحرارة مع المجموعة الصوتية، معبرين بذلك عن حب أهل طنجة وتقديرهم وتعاطفهم لما يعيشه الشعب الغزي المغلوب على أمره.


تكريم الأرامل المتخرجات: وفاء لتضحياتهن وعمرة هدية

حظيت سبع أرامل متخرجات متميزات بتكريم خاص في فقرة نشطتها الإعلامية المقتدرة منال الرقيواق. أرامل استطعن التغلب على صعاب الحياة وربين أبناءهن بكل تفان وتضحية ونكران للذات، ليكن قدوة في الصبر والعطاء.

المفاجأة الكبرى التي أثلجت صدور الأرامل والحضور، كانت بإهداء عمرة لكل واحدة من الأرامل السبع المتوجات، بدعم سخي من أهل الكرم والإحسان. هذه الهدية القيمة، لم تكن مجرد رحلة، بل كانت تحقيقًا لحلم يراود كل أرملة بعد مسيرة شاقة ومضنية من الكفاح والتضحية. إنه تقدير عميق لتفانيهن في تربية أبنائهن وتغلبهن على صعاب الحياة، ولمسة وفاء تعكس جوهر التضامن والعطاء في مجتمعنا. نسأل الله أن يتقبل من أهل الخير عطاءهم، وأن يجعل هذه العمرة مباركة ومقبولة، وأن تكون بداية لمرحلة جديدة من السكينة والطمأنينة في حياة هؤلاء الأمهات المكافحات.


“التخرج” من جمعية العون والإغاثة: قصة كرامة ومجتمع متضامن

في مفهوم جمعية العون والإغاثة، “التخرج” ليس مجرد إنهاء للعلاقة، بل هو شهادة فخرية على قدرة الأسرة على اجتياز مرحلة صعبة في الحياة بنجاح، وتحقيقها للاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس والاستغناء عن خدمات الجمعية. إنه تتويج لمسيرة من الصبر والمثابرة، وإعلان عن قدرة هذه الأسر على الوقوف شامخة في وجه التحديات. لكن التخرج يحمل في طياته بعدًا أعمق، فهو يفتح آفاقًا جديدة أمام الأرامل المتخرجات ليصبحن نماذج نجاح ملهمة للأرامل الجدد. بهذه المشاركة الفاعلة، تكتمل رؤية الجمعية حول بناء مجتمع تضامني حقيقي، حيث يدعم فيه القوي الضعيف، ويسهم كل فرد في بناء نسيج اجتماعي متماسك. إن الهدف الأسمى الذي تضعه الجمعية نصب عينيها هو تحقيق كرامة أسرة اليتيم في مجتمع متضامن، وتجسيد هذا المفهوم من خلال مسار التخرج يؤكد أن الأمل والتكاتف هما مفتاح النجاح والازدهار.

ختم الحفل في أجواء من البهجة والامتنان، مؤكدًا على الدور الحيوي الذي تلعبه جمعية العون والإغاثة في دعم المجتمع وتمكين الفئات الأكثر هشاشة، ومجددًا العهد على مواصلة مسيرة الخير والعطاء.

Footer Design
Scroll to Top